نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 369
عن معلّى بن محمّد ،
قال : سئل العالم عليهالسلام
كيف علم الله؟ قال : « عَلِمَ وشاء ، وأراد وقدّر ، وقضى وأبدا ، فأمضى ما قضى ،
وقضى ما قدّر ، وقدّر ما أراد ، فبعلمه كانت المشيئة ، وبمشيئته كانت الإرادة ،
وبإرادته كان التقدير ، وبتقديره كان القضاء ، وبقضائه كان الإمضاء.
فالعلم متقدّم على المشيئة ، والمشيئة
ثانية ، والإرادة ثالثة ، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء ، فلله تبارك تعالى
البداء فيما عَلِم متى شاء ، وفيما أراد لتقدير الأشياء ، فإذا وقع القضاء
بالإمضاء فلا بداء ، فالعلم بالمعلوم قبل كونه ، والمشيئة في المنشأ قبل عينه ،
والإرادة في المراد قبل قيامه ، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها
عياناً وقياماً ، والقضاء بالإمضاء هو المبرم من المعقولات [١] ، وذوات الأجسام المدركات بالحواسّ من
ذي لون وريح ، ووزن وكيل ، ومادبّ ودرج ، من إنس وجنّ ، وطير وسباع ، وغير ذلك
ممّا يدرك بالحواسّ.
فلله تبارك وتعالى فيه البداء ممّا لا
عين له ، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء ، والله يفعل ما يشاء ، وبالعلم
عَلِمَ الأشياء قبل كونها ، وبالمشيئة عرف صفاتها وحدودها وأنشأها قبل إظهارها ،
وبالإرادة ميّز أنفسها في ألوانها وصفاتها وحدودها ، وبالتقدير قدّر أقواتها ،
وعرف أولها وآخرها ، وبالقضاء أبان [٢]
للناس أماكنها ودلّهم عليها ، وبالإمضاء شرح عِلَلها وأبان أمرها ، وذلك تقدير
العزيز العليم » [٣].