نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 343
وخلّف عليّاً عليهالسلام في اُمور لم يكن يقوم بها أحد غيره ،
وكان خروج رسول الله صلىاللهعليهوآله
من مكّة في أول يوم من ربيع الأول ، وذلك يوم الخميس من سنة ثلاث عشرة من المبعث ،
وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول مع زوال الشمس ، ونزل بقبا [١] فصلّى الظهر ركعتين والعصر ركعتين.
ثمّ لم يزل مقيماً ينتظر علياً عليهالسلام ، يصلّي الخمس صلوات ركعتين ركعتين ،
وكان نازلاً على عمرو بن عوف [٢]
، فأقام عندهم بضعة عشر يوماً ، يقولون له : أتقيم عندنا فنتّخذ لك منزلاً ومسجداً؟
فيقول : لا ، إنّي أنتظر علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وقد أمرته أن يلحقني ، فلست مستوطناً منزلاً حتى يقدم عليّ عليهالسلام ، وما أسرعه إن شاء الله ، فقدم علي عليهالسلام والنبي صلىاللهعليهوآله
في بيت [٣]
عمرو بن عوف فنزل معه.
ثمّ إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا قدم علي عليهالسلام تحوّل عن قبا إلى بني سالم بن عوف ـ
وعلي عليهالسلام معه ـ يوم
الجمعة مع طلوع الشمس ، فخطّ لهم مسجداً ونصب قبلته ، فصلّى بهم الجمعة ركعتين
وخطب خطبتين.
ثمّ راح من يومه إلى المدينة على ناقته
التي كان قدم عليها ، وعلي عليهالسلام
معه لا يفارقه ، يمشي بمشيته ، وليس يمرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
ببطن من بطون الأنصار إلاّ قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم ، فيقول لهم : خلّوا
سبيل الناقة فإنّها مأمورة ، فانطلقت به ورسول الله صلىاللهعليهوآله
واضع لها زمامها حتى انتهت إلى هذا الموضع الذي ترى ـ
[١] قُبا : وأصله
اسم بئر هناك عرفت القرية بها ، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وهي ميلين
من المدينة على يسار القاصد إلى مكة ، وهناك مسجد التقوى عامر ، قدّامه رصيف وفضاء
حسن وآبار ومياه عذبة. معجم البلدان ٤ : ٣٠١ ـ ٣٠٢.