نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 329
الله ، فإنّ حبّ
الله إذا ورثه القلب استضاء وأسرع إليه اللطف ، فإذا نزل منزلة اللطف صار في أهل
الفوائد تكلّم بالحكمة ، فإذا تكلّم بالحكمة صار صاحب فطنة ، فإذا نزل منزلة
الفطنة عمل بها في القدرة ، فاذا عمل بها في القدرة عرف الأطباق السبعة ، فاذا بلغ
إلى هذه المنزلة صار يتقلّب فكره بلطف وحكمة وبيان ، فإذا بلغ هذه المنزلة جعل
شهوته ومحبته في خالقه ، فاذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى ، فعاين ربّه في قلبه ،
وورث الحكمة بغير ما ورثه الحكماء ، وورث العلم بغير ما ورثه العلماء ، وورث الصدق
بغير ما ورثه الصدّيقون ، إنّ الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت ، وإنّ العلماء ورثوا
العلم بالطلب ، وإنّ الصدّيقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة.
فمن أخذ بهذه الصفة إمّا أن يُسفل أو
يُرفع ، وأكثرهم يُسفل ولا يرفع ، إذ لم يرع حقّ الله ، ولم يعمل بما اُمر به ،
فهذه منزلة من لم يعرفه حق معرفته ، ولم يحبّه حقّ محبّته ، فلا تغرّنّك صلاتهم ،
وصيامهم ، ورواياتهم ، وكلامهم ، وعلومهم ، فإنّهم حمر مستنفرة » [١].
ثمّ قال : « يا يونس إذا أردت العلم
الصحيح فعندنا أهل البيت ، فإنّا ورثناه ، واُوتينا شرع الحكمة وفصل الخطاب ».
فقلت : يابن رسول الله فكلّ من كان من
أهل البيت ورث ما ورث ولد عليّ وفاطمة عليهماالسلام؟
فقال : « ما ورثه إلاّ الأئمة الاثني عشر سلام الله عليهم » قلت : سمّهم لي يابن
رسول الله.
قال : « أوّلهم علي بن أبي طالب ، وبعده
الحسن والحسين ، وبعده علي بن الحسين ، وبعده محمّد بن علي ، وبعده أنا ، وبعدي
موسى ولدي ، وبعد موسى علي ابنه ،
[١] حمر مستنفرة :
أي عير مذعورة نافرة. انظر الصحاح ٢ : ٦٣٦ ـ حمر و ٨٣٣ ـ نفر.
نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 329