نام کتاب : مختصر بصائر الدّرجات - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : الحلي، الشيخ عزّ الدين جلد : 1 صفحه : 239
الموعظة ، جعلنا
الله وإيّاكم من المتّقين برحمته.
جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه ،
فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إيّاك ، ألبسنا الله وإيّاك عافية في الدنيا
والآخرة.
كتبت تذكر أنّ قوماً أنا أعرفهم كان
أعجبك نحوهم وشأنهم وأنّك اُبلغت عنهم اُموراً تروى عنهم [١] كرهتها لهم ، ولم تر منهم إلاّ هدياً
حسناً ، وورعاً وتخشّعاً.
وبلغك أنّهم يزعمون أنّ الدين إنّما هو
معرفة الرجال ، ثمّ من بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل [٢] ما شئت.
وذكرت أنّك قد عرفت أنّ أصل الدين معرفة
الرجال ، وفّقك الله.
وذكرت أنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ
الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج ، والعمرة ، والمسجد الحرام ، والبيت
الحرام ، والمشعر الحرام ، والشهر الحرام هم رجال ، وأنّ الطهر والاغتسال من
الجنابة هو رجل ، وكلّ فريضة افترضها الله عزّ وجلّ على عباده فهي رجال.
وأنّهم ذكروا ذلك بزعمهم أنّ من عرف ذلك
الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل ، وقد صلّى وآتى الزكاة ، وصام ، وحج ، واعتمر ،
واغتسل من الجنابة وتطهّر ، وعظّم حرمات الله ، والشهر الحرام ، والمسجد الحرام ،
والبيت الحرام.
وأنّهم ذكروا أنّ من عرف هذا بعينه
وبحدّه وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون بالعمل ، وليس عليه أن يجتهد في العمل ،
وزعموا أنّهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها ، وإن هم لم
يعملوا بها.
[١] في نسخة « س و ض
» : يروونها عليهم ، بدل : تروى عنهم.