نظير ما لو قيل : له
كتاب. ولذا قال الوحيد البهبهاني : « إن الحسن بن صالح بن حي الثوري متروك العمل
بما يختص بروايته ، على ما صرح به في ( التهذيب ) مع أنه صاحب أصل ، وكذلك علي بن
أبي حمزة البطائني مع أنه ذكر فيه ما ذكر ، الى غير ذلك الخ » [١].
فدعوى ثبوت حسن الراوي بكونه ذا أصل ،
لأنه من إمارات المدح
مقدمة
( فهرسته ) بأن كثرة أصحابنا ، وانتشارهم في البلدان يحول دون استيفاء أصولهم ،
وتصانيفهم. لكنه نقل ابن شهرآشوب عن الشيخ المفيد أنه حصر الأصول بقوله : « إن
الامامية صنفوا من عهد أمير المؤمنين عليهالسلام الى زمان العسكري (ع) أربعمائة كتاب تسمى
الأصول ». ( تعليقة منهج المقال ص ٧ ). وصرح المحقق الحلي بأن هذا العدد من الأصول
إنما صنف من أجوبة مسائل الامام الصادق عليهالسلام فقط. ( المعتبر ص ٥ ).
وعلى
أي تقدير فالأصل أخص من الكتاب. ولذا قيل عن بعض الرواة : له أصل ، وله كتاب.
فاضطروا الي بيان الفارق بينهما ، وذكروا وجوهاً في ذلك ، أقربها للصحة ما اختاره
الوحيد البهبهاني بقوله : « الأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنفه الأحاديث التي
رواها عن المعصوم (ع) أو عن الراوي ». فلم يروِ فيه عن كتاب آخر ، وإنما اقتصر على
ما سمعه عن الامام (ع) أو عمن سمع منه. مثلاً إن حريز بن عبد اللّه يروي تارة عن
الامام الصادق (ع) ، وأخرى عن زرارة عنه (ع) ، والكتاب هو الذي تؤخذ أحاديثه من
تلك الأصول غالباً ، ولأجله سميت أصولاً ، وإن وجد فيه حديث متصل السند سماعاً الى
الامام (ع) بدون واسطة كتاب آخر. فان ذلك لا يجعله أصلاً. ( تعليقة منهج المقال ص
٧ ).