إن محض اتصاف الرجل بالوقف ، وصدور لعنه
عن أهل البيت عليهمالسلام
لذلك لا يسقط حديثه عن الاعتبار لو كان ثقة في نفسه لا يكذب في قوله ، حيث لا يشترط
في اعتبار الراوي العدالة ولا الايمان وإن اعتبرهما جماعة ، فلم يعملوا بخبر سيّئ
العقيدة وإن كان ثقة ، لكن سبق وهنه [١].
فلا تنافي بين وثاقة الرجل في حديثه ، وانحرافه عن أهل البيت (ع) في عقيدته.
وعليه فما دل
على وقف البطائني ، ولعنه لذلك ، وتعذيبه في الآخرة عليه ، لا يصلح دليلاً لإثبات
ضعفه ، كما وأن تشبيهه وأصحابه بالحمير لا صلة له بالوثاقة ، فانه يعرب عن عدم
انتفاعهم بما حملوه من علوم أهل البيت عليهمالسلام
وأحاديثهم ، فمثلهم « كمثل الحمار يحمل أسفاراً » [٢] فيرتكز ضعفه إذن على ثلاثة أمور.
الأول : إن قوله بالوقف ، وانحرافه عن
الامام الرضا (ع) لم يكن لشبهة عرضت له ، وإنما دعاه اليه الطمع يما عنده من أموال
الامام الكاظم (ع) ، حيث يلزمه تسليمها الى ابنه الرضا (ع) لو اعترف بامامته وهذا
المعنى شاع واشتهر ، واستفاضت الروايات الدالة عليه ، التي وثق الشيخ الطوسي
رواتها بقوله : « فروى الثقات أن اول من اظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة
البطائني ... طمعوا في الدنيا الخ » ما سبق.
فقد تعمد البطائني الكذب في إخباره عن
حياة الامام الكاظم (ع) وإنكاره لموته ، ليبقى وكيلاً عنه ، ولتبقى امواله في يده
، وذلك منتهى