هناك جماعة من وجوه رواة أحاديث أهل
البيت (ع) ، وثقاتهم ادعى الشيخ الكشي الاجماع على ( تصحيح ما يصح عنهم ) ، فسمّوا
ب ( أصحاب الاجماع ).
ويعّد البحث عن ذلك من أهم أبحاث أصول
الحديث ، وقواعده ، حيث يبتني عليه حكم مجموعة كبيرة من أحاديث الفقه الإمامي.
ولذا قال الشيخ النوري : « ... فانه من مهمات هذا الفن اذ على بعض التقادير تدخل
آلاف من الاحاديث الخارجة عن حريم الصحة الى حدودها ، او يجري عليها حكمها » [١]. فالجدير بالفقيه أن يرعى هذا البحث
بمزيد اهتمامه.
تصحيح أحاديث أصحاب الاجماع
فقد بنى جماعة من أكابر الفقهاء على
قبول كل حديث صح عن احد اصحاب الاجماع ، من غير لحاظ حال الواسطة بينه وبين
المعصوم (ع) فالعبرة بصحة السند من أوله الى ذلك الراوي ، فمسانيده ، ومراسيله ،
ومرافيعه ، ومقاطيعه ، كلها معدودة من صحاح الاحاديث ، تفسيراً لجملة ( تصحيح ما
يصح عنهم ) بذلك.
وصرح الشيخ محمد بن اسماعيل المعروف
بابي علي في ( رجاله ) : بأن هذا المعنى ، والتفسير ، هو الظاهر المنساق الى الذهن
من تلك الجملة. ونقل عن استاذه العلامة أنه اختاره ، وعزاه الى المشهور ، كما نقل
عن بعض اجلاّء عصره دعوى الشهرة عليه ، وحكى عن المحقق الداماد في كتابه ( الرواشح
السماوية ) نسبته الى الاصحاب مؤذناً بدعوى الاجماع عليه