نعم هناك مورد واحد نقل فيه النجاشي عن ( تأريخ
ابن الغضائري ) [١]
لكنه لا يصلح دليلاً لكون النقل في بقية الموارد عن كتبه ، بل يستظهر منه العكس ،
وإلا لما كان وجه لتخصيص هذا المورد بالنقل عن الكتاب والظاهر أن النجاشي يلحظ هذه
الخصوصية في النقل ، ولذا نقل كثيراً عن شيخه أحمد بن علي بن نوح بلفظ ذكر وقال ،
إلا في بعض الموارد فانه قال : « ورأيت بخط أبي العباس أحمد بن علي بن نوح الخ » [٢].
وثانياً : أن
نقل النجاشي عن كتب ابن الغضائري على فرضه لا يكشف عن عدم عروض التلف لها بعد موته
، حيث لا مانع من نقله عنها في حياته ، لاصطحابهما واشتراكهما في الدراسة.
ويشهد باطلاع النجاشي على ما كان لديه
من كتب في حياته قوله في ترجمة محمد بن علي بن النعمان : « وله كتاب ( افعل لا
تفعل ) رأيته عند احمد بن الحسين بن عبيد اللّه رحمهالله
، كتاب كبير حسن الخ » [٣]
وثالثاً : أن نقل النجاشي عن كتب ابن
الغضائري لا يثبت لنا الطريق المعتبر اليها ، فما نقله عنها في ( رجاله ) قبلناه ،
دون ما ينسبه المتأخرون اليها ، مثل نقل العلامة عن كتاب ( الضعفاء ) المبحوث عنه.
ثانيهما : أن السيد ابن طاووس الناقل
لهذا الكتاب قد صرح بعدم وجود طريق متصل اليه ، فانه قد جمع في كتابه ( حل الاشكال
) الأصول الرجالية الخمسة المذكورة في صدر البحث ، ومنها ( رجال ابن الغضائري )
لكنه لم يدرج كتاب ( الاختيار ) من كتاب أبي عمرو الكشي في كتابه إلا بعد أن حرره
وهذب أخباره متناً وسنداً ووزعها في طي الكتاب على تراجم الرجال.