الثاني الأخبار التي رواها الموثوقون في
النقل الممدوحون في السيرة ، ولأجله شرعوا في الجرح والتعديل تمييزاً للأخبار
الضعيفة السند عن غيرها وقد ألفوا مجموعة كبيرة من الكتب في التراجم وبيان أحوال
الرواة غير الأصول الرجالية المعروفة الآتية الذكر ، فألف البرقي ـ أحمد بن محمد
بن خالد ـ المتوفى سنة ٢٧٤ أو ٢٨٠ هجري كتابه المعروف ب ( رجال البرقي ) [١] المطبوع أخيراً منضماً الى ( رجال ابن
داود ). وكتب ابن عقدة ـ أحمد بن محمد بن سعيد ـ المتوفى سنة ٣٣٣ هجري عدة كتب في
الرواة عن أهل البيت عليهمالسلام
منها ( كتاب الرجال ) الذي جمع فيه الراوين عن الإمام الصادق [٢] وهم أربعة آلاف رجل ، وأخرج لكل رجل
الحديث الذي رواه [٣]
وألف الصدوق المتوفى سنة ٣٨١ هجري كتابه الرجالي الكبير المسمى ب ( المصابيح )
المشتمل على خمسة عشر مصباحاً ذكر فيها الراوين عن النبي (ص) من الرجال والنساء ،
والراوين عن الزهراء وعن الأئمة المعصومين (ع) ، وذكر في المصباح الاخير الرجال
الذين خرجت اليهم توقيعات من الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه [٤].
وجروا على هذا
النهج حين العمل بالروايات ، فاعتبروا صفات الراوي ولذا قال الصدوق في مقدمة كتابه
( المقنع ) : « وحذفت الاسناد منه ، لئلا يثقل حمله ، ولا يصعب حفظه ، ولا يمله
قاريه ، اذا كان ما أبينه فيه في الكتب الأصولية موجوداً مبيناً على المشائخ
العلماء الفقهاء الثقات رحمهمالله
الخ » ، وقال في كتابه ( الفقيه ) [٥]
: « وأما خبر صلاة يوم غدير خم ، والثواب المذكور فيه لمن صامه ، فان شيخنا محمد
بن الحسن
[١]
رجال النجاشي ص ٥٥ ـ ٦٩ وفهرست الشيخ الطوسي ص ٢١ ـ ٢٨.
[٢]
رجال النجاشي ص ٥٥ ـ ٦٩ وفهرست الشيخ الطوسي ص ٢١ ـ ٢٨.