شاملة لكتب الحديث
عند الشيعة الامامية على غرار العملية التي أجراها المحدثون عند أهل السنة ، والتي
تمخض عنها ظهور الصحاح الستة المعروفة. ونتج عن فقدان عملية التهذيب لكتب الحديث
المشهورة عند الشيعة الامامية مهمتان هما أولا : بقاء الأحاديث الضعيفة بجانب
الأحاديث المعتبرة في بعض المجموعات الحديثية عندهم ... وأعتقد أن إهمال العلماء
الذين جاؤوا بعد ابن ادريس الحلي لآرائه ، ورميه بالتخليط ، يمكن أن يعد من أهم
الأسباب التي أدت الى بقاء مجموعات الحديث عند الشيعة الامامية دون تهذيب وتشذيب
حتى يومنا هذا. ثانياً : تسرّب أحاديث الغلاة ... إلى بعض كتب الحديث عند الشيعة ،
وقد تنّبه أئمة الشيعة الامامية ، وعلماؤهم الى الأخطار المذكورة وحاولوا خنقها في
مهدها ، ولكن نجاحهم لم يكن كاملاً نتيجة لعدم قيام عملية تهذيب شاملة لكتب الحديث
» [١]. وبحثنا
معه.
أولاً : في
كتب الحديث عند أهل السنة ، فان أصحها لديهم ( صحيح البخاري ) الذي لم يروِ فيه عن
الامام الصادق (ع) ، وإنما روى عن كثير ممن اشتهر بالفسق والكذب ، مثل عمران بن
حطان الخارجي ، وحريز بن عثمان الرحبي ، وسمرة بن جندب سفاك الدماء ، وعكرمة
الخارجي [٢]
[١]
الاجازات العلمية عند المسلمين ص ٩٨ ، وما بعدها.
[٢]
اشتهر عكرمة هذا بوضع الحديث ، والكذب فيه. ولذا كذبه مجاهد ، وابن سيرين ، كما في
( طبقات القراء ) للجزري ج ١ ص ٥١٥. وأعرض عنه مالك بن أنس ، ومسلم ، كما في (
تذكرة الحفّاظ ) للذهبي ج ١ ص ٩٦. وقال مالك : « لا أرى لأحد أن يقبل حديثه ». كما
في ( تهذيب التهذيب ) لابن حجر ج ٧ ص ٢٦٩. وللمزيد من ذلك راجع كتابنا ( آية
التطهير ) ص ٥٥ ـ ٥٩ ـ ١٢٦ ـ ١٢٧.