يقول الحسن بن أبي الحسن الديلمي ـ أعانه
الله على طاعته وتغمده برأفته ورحمته ـ : إني لأعجب من قوم ينسبونه إلى الاهتمام
بالمعصية ، وقد نزّهه الله عنها في سبع مواضع من السورة ، منها :
قوله تعالى حكاية عنها : (الآن حصحص الحقّ أنا راودته عن نفسه)[٣] فاستعفى فلو لم تكن هي المراودة دونه ،
لم يكن للكلام معنى ، لأنّها إنما أرادت تنزيهه عن المراودة بما شهدت له.
ومنها قول النساء : ( حاشَ لله
ما علمنا عليه من سوء )[٤].
ومنها قول الطفل إنطاق من الله تعالى
وبرهان كبير في تنزيهه (إن كان
قميصه قدّ من قبُل فصدقت وهو من الكاذبين*
وإن كان
قميصه قدّ من دُبر فكذبت وهو من الصادقين
* فلمّا رأى
قيصه ّقدّ من دبر قال )[٥] يعنى العزيز
حيث رأى برهان الله بنطق الصغير في المهد ، معجزة وحجّة ظاهرة في تنزيهه من اهتمام
المعصية ( إنه من كيد كنّ إنّ كيدكنّ عظيم )[٦].
[١] البرح : الشدة والأذى « الصحاح ـ برح ـ ١ : ٣٥٥ ».
[٢] الصَرَد : البرد « الصحاح ـ صرد ـ ٢ : ٤٩٦ » ، وهذا الكلام منها كناية عن أن
زوجها الأول عنين.