نام کتاب : أعلام الدين في صفات المؤمنين نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد جلد : 1 صفحه : 344
استواء ، فمن عرفها
لم يفرح لرجاء ، ولم يحزن لشقاء ، ألا وإن الله خلق الدنيا دار بلوى ، والآخرة دار
عقبى ، فجعل بلوى الدنيا لثواب الآخرة سبباً ، وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوصاً
فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ، وإنها لسريعة الذهاب ، ووشيكة الإنقلاب ، فاحذروا
حلاوة رضاعها لمرارة فطامها ، واهجروا لذيذ عاجلها لكربة آجلها ، ولا تسعوا في
عمرانها وقد [١]
قضى الله خرابها ، ولا تواصلوها وقد أراد الله منكم اجتنابها ، فتكونوا لسخطه
متعرضين ، ولعقوبته مستحقين » [٢].
الحديث
السادس والثلاثون : عن أنس بن مالك قال
: سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
[ يقول ] [٣]
: « أيها الناس ، اتقوا الله حق تقاته ، واسعوا في مرضاته ، وأيقنوا من الدنيا
بالفناء ، ومن الآخرة بالبقاء ، واعملوا لما بعد الموت ، فكأنكم بالدنيا لم تكن ، وبالآخرة
لم تزل.
أيها الناس ، إن من في الدنيا ضيف ، وما
في أيديهم عارية ، وإن الضيف مرتحل ، والعارية مردودة ، ألا وإن الدنيا عرض حاضر ،
يأكل منه البر والفاجر ، والآخرة وعد صادق ، يحكم فيها ملك عادل قادر ، فرحم الله
امرءاً نظر لنفسه ، ومهّد لرمسه ، مادام رسنه [٤]
مرخياً ، وحبله على غاربه ملقياً ، قبل أن ينفد أجله ، وينقطع عمله » [٥].
السابع
والثلاثون : عن أبي ذر رضياللهعنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لرجل ـ وهو يوصيه ـ : « أقلل من
الشهوات ، يسهل عليك الفقر ، وأقلل من الذنوب ، يسهل عليك الموت ، وقدّم مالك
أمامك ، يسرّك اللحاق به ، واقنع بما اتيته ، يخف عليك الحساب ، ولا تتشاغل عما
فرض عليك ، بما قد ضمن لك ، فإنه ليس بفائتك ما قد قسم لك ، ولست بلاحق ما قد زوي
عنك. ، فلا تك جاهداً فيما يصح [٦]
نافداً ، واسع لملك لا زوال له ، في منزل لا انتقال عنه » [٧].