فلما راوه قد أقبل ، تقدموا إليه يزحفون
بجموعهم [١].
جيش معاوية
أما معاوية فرفع قبةً عظيمة ، وألقى
عليها الكرابيس وجلس تحتها ، واجتمع إليه أهل الشام ، فعبأ خيله ، وعقد ألويته
وأمر الأمراء وكتب الكتائب ، وأحاط به أهل حمص في راياتهم وعليهم أبو الأعور
السلمي ، وأهل الأردن في راياتهم ، وعليهم عمرو بن العاص ، وأهل قنسرين ، وعليهم
زفر بن الحارث الكلابي ، وأهل دمشق ـ وهم القلب ـ وعليهم الضحاك بن قيس الفهري ،
فأطافوا كلهم بمعاوية.
« المبارزة للقتال »
كان يوم السابع من شهر صفر يوماً عظيماً
في صفين لما لقي فيه الطرفان من أهوال شديدة.
وأول فارسين التقيا في ذلك اليوم هما
حُجر بن عدي الكندي ، الملقّب بحُجر الخير صاحب أمير المؤمنين (ع) ، وحجر الملقب
بحجر الشر ، وهو ابن عمه ، وكلاهما من كندة وكان من أصحاب معاوية ، فاطّعَنا
برمحيهما. وخرج رجل من بني أسد يقال له خزيمة ، من عسكر معاوية ، فضرب حجر بن عدي
برمحه ، فحمل أصحاب علي (ع) فقتلوا خزيمة الأسدي ونجا حجر الشر هارباً فالتحق بصف
معاوية.
ثم برز حجر الشر ثانيةً ، فبرز إليه
الحكم بن أزهر ـ من أهل العراق ـ فقتله حجر الشر فخرج إليه رفاعة بن ظاهر الحميري
من صف العراق فقتله ، وعاد إلى أصحابه يقول : الحمد لله الذي قتل حجر الشر بالحكم
بن أزهر.
علي (ع) يدعو إلى كتاب الله ،
ومعاوية يرفض
ثم أن علياً (ع) دعا أصحابه إلى أن يذهب
واحد منهم بمصحف كان