ثوابه رضواني والجنة
، ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره ؛ فإن القتل معه شهادة.
ثم قال له : فأنا مصاحبك غير مفارقك حتى
يصيبني ما أصابك.
فبكى (ع) ثم قال : الحمد لله الذي لم
يجعلني عنده منسيّاً ، الحمد لله الذي ذكرني في كُتُبِ الأبرار. ومضى الراهب معه ،
وكان ـ فيما ذكروا ـ يتغدى مع علي ويتعشى معه حتى أصيب يوم صفين ، فلما خرج الناس
يدفنون قتلاهم ، قال علي : إطلبوه. فلما وجدوه ، صلى عليه ودفنه ، وقال : هذا منا
أهل البيت ، واستغفر له مراراً [١].
وعبر علي (ع) شاطىء الفرات بعد أن
أقاموا له جسراً إلى صفين. ودعا زياد بن النضر وشريح بن هاني ، فسرحهما أمامه نحو
معاوية في اثني عشر ألفاً .. فلما انتهوا إلى معاوية ، لقيهم أبو الأعور السلمي في
جند من أهل الشام ، فدعوهم إلى طاعة علي فأبوا ، فأرسلوا إلى علي يخبرونه ، فبعث
إليهم مالك الأشتر وجعله أميرا عليهم ، وحذره من أن يبدأهم بقتال.
فخرج الأشتر حتى قدم على القوم ، فاتبع
ما أمره به علي (ع) وكفَّ عن القتال حتى إذا جاء المساء حمل عليهم أبو الأعور
السلمي ، فثبتوا له واضطربوا ساعة.
ثم خرج هاشم بن عتبة في خيل ورجال ،
وخرج إليهم أبو الأعور ، فاقتتلوا يومهم ذلك ، فصبر القوم بعضهم لبعض ، ثم
انصرفوا.
غلبة
أصحاب معاوية على الماء
وكان أصحاب معاوية قد غلبوا على الماء ،
وكان في نيتهم أن يمنعوه عن علي وأصحابه حتى يموتوا عطشاً ـ على زعمهم ـ وقد أشار
ابن العاص على معاوية أن لا يفعل ذلك ، لأن ابن أبي طالب لن يظمأ وفي يده أعنة
الخيل حتى يشرب أو يموت ـ في حديث طويل ـ فأبى معاوية ذلك.