وكان عدد الجيش الذي قاده طلحة والزبير
وعائشة ثلاثون ألف مقاتل ، فنزلوا في موقع يقال له « زابوقة ».
واستشار علي ( رضي الله عنه ) أصحابه
حين بلغه تعبئة أهل البصرة لقتاله قائلاً ماذا عندكم من الرأي؟ فقال له رفاعة بن
شداد البجلي : يا أمير المؤمنين ، تعبيةٌ لتعبية ، وحق يدفع باطلاً ، هذا ما كنا
نريد ، فأبشر وقر عيناً فسترى منا ما تحب.
ودنا عليٌّ في أصحابه من البصرة ، فقال
طلحة بن عبيد الله لأصحابه : إعلموا أيها الناس ، إن علياً وأصحابه قد أضرَّ بهم
السفر وتعب الطريق ، فهل لكم أن نأتيهم الليلة فنضع فيهم السيف؟
فقال مروان بن الحكم : والله لقد
استبطأت هذه منك أبا محمدٍ! وليس الرأي إلا ما رأيت. فضحك الزبير من ذلك ثم قال :
أمن علي تُصاب الفرصة وهو من قد عرفتم؟ أما علمتم أنه رجل مالقيه أحد قط إلا ثكلته
أمه؟
وقام علي في الناس خطيباً فقال : إني قد
مُنيتُ بثلاث مرجعهن على العباد من كتاب الله ، أحدهما : البغي ، ثم النكث والمكر
، قال الله تعالى :
يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم.
ثم قال فمن نكث
فإنما ينكث على