كنت يتيماً من رام هرمز ، وكان ابن
دهقان رام هرمز يختلف إلى معلم يعلمه ، فلزمته لأكون في كنفه ، وكان لي أخ أكبر
مني وكان مستغنياً بنفسه ، وكنت غلاماً قصيراً ، وكان إذا قام من مجلسه تفرق من
يحفظهم ، فإذا تفرقوا خرج فيضع بثوبه ثم صعد الجبل ، وكان يفعل ذلك غير مرة
متنكراً.
قال : فقلت له انك تفعل كذا وكذا ، فلم
لا تذهب بي معك؟
قال : أنت غلام وأخاف أن يظهر منك شيء.
قال : قلت لا تخف. قال : فإن في هذا
الجبل قوماً في برطيلهم [٢]
لهم عبادة ، ولهم صلاح ، يذكرون الله تعالى ويذكرون الآخرة ، ويزعموننا عبدة
النيران وعبدة الأوثان وأنا على دينهم.
قال : قلت فاذهب بي معك اليهم ،. قال :
لا أقدر على ذلك حتى أستأمرهم ، وأنا أخاف أن يظهر منك شيء فيعلم أبي فيقتل القوم
، فيكون هلاكم على يدي.