مسألة ـ طول العمر ـ حيرت كثيراً من
الباحثين ، وهي مسألة تترتب عليها أهمية كبرى في غير ما نحن فيه ، من حيث أنها تصل
بنا إلى الحديث عن ( المهدي ) أو المخلص الذي ينتظره العالم والذي ولد منذ أكثر من
ألف سنة ولا زال حياً ، تسوقنا إلى الحديث عنه مرغمين ، لذلك فإن رفض الفكرة من
أساسها يعني الرفض لفكرة بقاء المهدي ، وأمثالها ، مع أن ذلك أمر تسالمت عليه
الأديان وأقرته.
إذن : مسألة طول العمر مسألة ذات أهمية
قصوى لما يترتب عليها من آثار جليلة ، فلا يمكن الوقوف أزاءها موقف الحيرة والتردد
، بل لا بد من البت فيها كي نريح ونستريح.
والآن : ماذا يقول المؤرخون عن عمر
سلمان.؟
قال العباس بن يزيد ، قال أهل العلم :
عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة ، فأما مائتان وخمسون فلا يشكون فيه.
قال أبو نعيم : كان سلمان من المعمرين ،
يقال أنه أدرك عيسى بن مريم وقرأ الكتابين. [١]
وقال ابن الأثير : وكان عمره مائتين
وخمسين سنة ، هذا أقل ما قيل فيه.