الزهد كله بين كلمتين من القرآن : قال
الله سبحانه : ( لكيلا تأسوا على
ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )
ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي ، فقد أخذ الزهد بطرفيه. [١]
هذا هو معنى الزهد باختصار. ويستشف من
هذا التفسير أن الذي يملك نفسه حيال مغريات الدنيا وزهوها هو الزاهد. وبهذا نفهم
مضمون الكلمة المأثورة : « ليس معنى الزهد أن لا تملك شيئاً ، بل الزهد أن لا يملك
شيء ».
وهو صفة مميزة للأنبياء والمرسلين
والأوصياء والأولياء ، صفة بارزة في سلوكهم لا تقبل التصنع ولا التكلف.
وللإمام علي عليهالسلام خطبة يصف فيها الدنيا وزهد الأنبياء
فيها قال :
« ولقد كان في رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ كافٍ لك في الأسوة ، ودليل لك على ذم
الدنيا وعيبها ، وكثرة مخازيها ومساويها ، إذ قبضت أطرافها ، ووطئت لغيره أكنافها
( أي جوانبها ) وفطم عن رضاعها ، وزوي عن زخارفها.