responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 57

والسليمة ، عملاً بقوله تعالى : « والحكمة » و « الميزان » ، الذي لعله تعبير آخر عن الحكمة ، التي تعني وضع الشيء في موضعه ، من غير زيادة ، ولا نقيصة ..

وذلك لانه لابد من التعامل مع الامور بروح الحكمة ، ولا سيما فيما يرتبط بالحياة الاجتماعية ، التي تحتاج ، إلى مزيد من الوعي ، وإلى التدبر ، ومن ثم إلى الموقف العادل والصحيح « ليقوم الناس بالقسط ».

ويلاحظ هنا : أنه قد نسب القيام بالقسط إلى الناس. وهذا القيام إنما هو النتيجة الطبيعية لوعيهم ، ولتكاملهم.

نعم .. إن التعامل مع الامور ، لابد أن يكون على أساس الحكمة ، التي تعني إدراك الواقع أولاً ، ثم التعامل معه بما يستحقه ، فلا يظلمه بأن يبخسه حقه ، ولا يعتدي عليه ، بأن يتخمه بالعطاء ، حتى يفسد حياته ، ويرهق وجوده ..

إنزال الحديد .. لماذا؟!

وطبيعي : أن قيام الناس بالقسط ـ كما أشارت إليه الآية ـ لسوف يصطدم بكثير من العقبات. ولسوف يلقى معارضة قوية وساحقة من قبل الطواغيت والجبارين ، والمستأثرين بمقدرات الامم.

ولسوف يصطدم أيضاً بأولئك الذين يكبلون الناس بمختلف أنواع القيود ؛ بهدف أن يبقى المجال مفسوحاً ، والباب مفتوحاً ، أمامهم لاستغلال الناس ، وامتصاص دمائهم ..

كما ويمنعونهم من ممارسة حرياتهم في مختلف الشؤون ، التي يرون أنها يمكن أن تؤثر على تلك الامتيازات الظالمة ، التي يجعلونها لانفسهم ، في مختلف مجالات الحياة.

فينزل الله سبحانه الحديد ، فيه بأس شديد ، ومنافق للناس؛ من أجل أن يصبح هذا الحديد سيفاً قاطعاً ، يدافع عن منجزات القرآن ، في صنعه لإنسانية الانسان ، ويؤمّن للانسان حريته ، التي جعلها الله سبحانه وتعالى له حريته في أن يفكّر ويقرر ، ثم في ممارسة حريته بالعمل طبق قناعاته وقراراته ، بتعليم من الله

نام کتاب : سلمان الفارسي في مواجهة التحدّي نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست