هذا بالاضافة إلى أنه قد تقدم في اول
هذا الكتاب : أنه قد اسلم وتحرر في اول سني الهجرة.
وثالثاً
: أما دعوى البلاذري أن سلمان قد اسلم بين أحد والخندق ، فلا تصح أيضاً لأنه إنما
أسلم في أول الهجرة ، كما اتضح من روايات اسلامه ، نعم .. هم يقولون : إن تحرره قد
كان قبل الخندق.
فاذا كان مسلماً حين المؤاخاة ؛ فيمكن
أن يؤاخي بينه وبين أحد المسلمين ، ولو كان الطرف الآخر حراً ؛ لعدم الفرق بين
الحر والعبد ، في الايمان والانسانية ، وغير ذلك بنظر الاسلام ..
هذا .. لو سلم أن كان لا يزال عبداً ..
ورابعاً
: إن الذي انقطع بدع بدر انما هو التوارث بين
الاخوة وليس نفس المؤاخاة ..
مع أننا نقول أيضاً : إن التوارث لم يكن
موجوداً حتى قبل ذلك ، ولعل بعض المسلمين قد توهم التوارث بين المتأخرين ، فجاء
الردع عنه ، وتصحيح اشتباهه في ذلك ، فصادف ذلك زمان حرب بدر ..
فنشأ عن ذلك توهمان آخران : هما : ان
التوارث كان ثابتاً .. وأن المؤاخاة تنقطع بانقطاع التوارث ، وكلاهما باطل ، ولا
يصح ..
وخامساً
: قولهم : إن المؤاخاة قد كانت بين سلمان وبين أبي الدرداء.
يقابله :
١
ـ ما روي عن امامنا السجاد عليه الصلاة
والسلام ، أنه قال : « لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ، ولقد آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينهما ، فما ظنكم بسائر الخلق » [١].
[١] بصائر الدرجات ص
٢٥ والكافي ج ١ ص ٣٣١ والغدير ج ٧ ص ٣٥ عنهما واختيار معرفة الرجال