فهو يريد أن يثير حفيظة العرب ، بالتلويح
بخسرانهم الامتيازات الظالمة ، التي منحهم إياها الحكم ، مع تحذير مبطن من أن
الامور تتجه نحو تحكيم اولئك الذين لا يرون فضلاً لاُحد على أحد إلا بالتقوى
والعمل الصالح ، فما على العرب إذن إلا أن يتحركوا ، وأن يدفعوا الاخطار المحتملة
عن أنفسهم!!
وهكذا .. فان صانعي سياسة التمييز بين
الناس ، يحاولون الآن استثمار جهودهم ، ونفث سمومهم ، وتسديد ضربتهم للمسلمين
وللاسلام في الصميم ، فيثيرون عصبية العرب ضد غيرهم ، ويصوّرون لهم : أنهم في خطر
أكيد ، وأمام عدو عنيد ، قد أصبحت الحرب معه حرباً مصيرية ، وأصبحت العداوة قائمة
على الثأر الدم ، فهي إذن ثابتة وراسخة ، لن يستطيع أحد إطفاء نارها ، ولا التحرز
من آثارها ..
وإلا .. فلماذا يهلك العرب إذا قتل
عثمان ، ولا يهلك غيرهم من الناس؟!
وما هذه الغيرة الشديدة من سليل بني
إسرائيل على العرب ، وعلى مصيرهم؟!