نام کتاب : المقداد ابن الأسود الكندي أوّل فارس في الإسلام نویسنده : الفقيه، الشيخ محمد جواد جلد : 1 صفحه : 161
بدء
المعارضة
فوجئ الناس ـ في اليوم الأول لبيعة
عثمان ـ بأمور ما عهدوها من سيرة الشيخين أبي بكر وعمر ، وانما تفرد بها عثمان ،
مما دفعهم لإِعلان الاستياء والاستنكار ، جاعلين في حسابهم أنه بذلك يخرق العهد
الذي اخذه عليه عبد الرحمن.
قال اليعقوبي : وخرج عثمان والناس
يهنئونه ، فصعد المنبر ، فجلس في الموضع الذي كان يجلس فيه رسول الله ، ولم يجلس
أبو بكر ولا عمر فيه ، جلس أبو بكر دونه بمرقاة ، وجلس عمر دون أبي بكر بمرقاة ،
فتكلم الناس في ذلك ، فقال بعضهم : اليوم ولد الشر.
وروي : أنه خرج من الليلة التي بويع له
في يومها لصلاة العشاء الآخرة وبين يديه شمعة ، فلقيه المقداد بن عمرو ، فقال ما
هذه البدعة ! [١]
ولم تكن حكاية المنبر والشمعة هذه بذات
بال لولا أنها خارجة على سيرة الشيخين ، وأنها مؤشر لإِرتكاب أمور أفضع وأخطر
بكثير !.
لكن أمراً آخر حصل في ذلك اليوم أثار
حفيظة المخلصين ، فدفعهم إلى الجهر بالمعارضة ، فقد تناهى إلى سمعهم قول لأبي
سفيان في محضر الخليفة تستشم منه رائحة الإِلحاد في دين الله ، وبداية التفكير في
تحويل الخلافة الى ملك ، وذلك.