بعزتي ، وجلالي ، وإرتفاع مكاني. إنه
قسم مغلظ يخبر الحديث عنه ـ جلّت قدرته ـ عن أنه سيرفض أعمال من يعق والديه
حتى لو كانت تلك الاعمال موازية لاعمال جميع الأنبياء ، أو الاعمال التي
يعملها الانبياء.
على أن للبر بالوالدين ، أو عقوقهما
الاثار الوضعية في هذه الدنيا قبل الاخرى ، وقد وردت بذلك الاخبار العديدة
حيث أوضحت لنا أن من يبر بوالديه يتفضل الله عليه ليمنحه من لطفه ، وعطفه
كاحسان معجل ، وله أضعاف ذلك في الحياة الأخرى ، كما أن لمن بعق والديه من
المشاق ، والعذاب ما هو معجل له أيضاً في حياته قبل مماته.
وإذا ما تعدينا هذه الحلقة وهي التي
تحيط بالانسان وتلتصق به في تكوينه الأولى ، فإن أقرب حلقة تأتي بعد الأبوين يرتبط بها الفرد هي ما ذكرته الآية في قوله تعالى : (وَالأَقْرَبِينَ) فمن هم :
الاقربون ؟ :
إنهم رحم المنفق ، ولحمته ، وقد جاءت
الآيات الكريمة مكررة في الكتاب الكريم لتنوه بالاقرباء ، وانهم عصب الانسان وبهم يشد أزره فلا بد من أن ينالوا من عطفه ، وإحسانه.
فعن الرسول الاعظم (ص) بعدما سئل :
« أي الناس أفضل ؟ فقال : أتقاهم لله ،
وأوصلهم للرحم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر » [٢].
[١] جامع السعادات : ٢ / ٢٦٣ ـ مطبعة النجف / سنة ١٣٨٣.
[٢] أخرجه أحمد في
مسنده : ٦ ـ ٤٣٢ من حديث درة بنت أبي لهب بأسناد حسن.