وإذا ما عدنا إلى النصف الثاني من الخمس
، ورأينا تخصيصه بهذه الطوائف الثلاث : الايتام ، والمساكين ، وابن السبيل ،
اتضح لدينا أن هذه العملية لا تخرج عن كونها صورة حية من صور التكافل
الاجتماعي الذي يتوخاه الإِسلام ، ويحرص على تطبيقه لينشد الضعيف الى الغني
فلا يتركه يعاني ويلات الفقر ، بل يبقى مواكباً مسيرته الحياتية يتحسس
مشاكله المالية ، ويفكر فيه ، ويأخذ بيده ليدفع عنه شبح العوز والفاقة.
وبطبيعة الحال إن هذا التوجه من الغني ،
والتودد منه نحو الفقير يوجب تعاطفه معه ، وجعله يتحين الفرص ليرد الجميل
إليه بكل ما يستطيع من وسائل العرفان ، والإِعتراف بهذا التعاطف الذي لمس
حنانه منه يوم كان يتيماً لا أب له ، أو كان فقيراً لا كافل له ، أو كان
ابن سبيل انقطع به الطريق في بلدٍ لا معين له فيه.
وبذلك تتصل الحلقات التي يتكون منها هذا
المجتمع بما يحتوي عليه من جنسيات عديدة ، ومذاهب عديدة ، وآراء مختلفة.
٢ ـ تمويل السلطة التشريعية :
نصف الخمس ـ كما بيّناه ـ يختص بالله ،
والرسول ، وذوي قرباه ،