انّ الناس يصاح بهم صيحةً واحدة فلا
يبقى ميت إلاّ حشر ، ولا حي إلاّ مات ، إلاّ ما شاء الله ثمّ يصاح بهم صحية اُخرى
فينشر مَن مات ، ويصفون جميعاً ، وتنشق السماء ، وتهد الأرض ، وتخرّ الجبال هدّاً
وترمي النار ، بمثل الجبال شرراً ، فلا يبقى ذو روح إلاّ انخلع قلبه ، وذكر دينه
وشغل بنفسه إلاّ ما شاء الله.
انّ القيامة مهولة الى درجة بحيث انّ
الأموات في عالم البرزخ والقبر يستوحشون من هولها بشكل انّه روئي انّ بعض الأموات
بعدما اُحيي بدعاء بعض الأولياء قد صار شعره كله أبيضاً ، فعندما سألوه عن سبب
بياض شعره قال لهم : عندما أمر باحيائنا ظننا انّ القيامة قد قامت ، ولذلك قد
ابيّض شعرنا كله من وحشه وهول القيامة [٥].
[١] أي لم يؤثر
شيئاً ، أو لم يرسخ في المكان الذي ضربه.
[٥] أقول : روى
الشيخ الكليني في الكافي الشريف : ج ٣ ، ص ٢٦٠ ـ ٢٦١ بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر
عليهالسلام قال :
« انّ فتية من أولاد ملوك بني
اسرائيل كانوا متعبدين وكانت العبادة في أولاد ملوك بني اسرائيل ، وانّهم خرجوا
يسيرون في البلاد ليعتبروا فمروا بقبر على ظهر الطريق قد سفى
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 183