وبما أن سفر الآخرة سفر بعيد ، وفيه
أهوال ومواقف صعبة وعقبات شديدة ومنازل عسرة فلذلك فهو محتاج الى زادٍ كثير ،
ولابدّ أن لا يَغفل عنه ، وأن يفكر فيه ليلاً ونهاراً. كما روي عن أمير المؤمنين عليهالسلام انّه كان ينادي في كل ليلة عندما يهجع
الناس بصوته الرخيم بحيث يسمعه جميع أهل المسجد جيران المسجد ، فيقول :
يعني : استعدوا وهيئوا ما تحتاجونه في
سفركم رحمكم الله فانّ منادي الموت نادى فيكم على أبوابكم بالرحيل.
« واقلّوا العُرجَة على الدنيا ،
وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد فانّ امامكم
[١] رواه أبو حنيفة
النعمان بن محمّد التميمي المغربي في : دعائم الاسلام / ج ١ ، ص ٢٧٠ ، تحقيق آصف
فيضي / دار المعارف / مصر / ١٩٦٣ م / ونقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار : ج ٩٦
، ص ٢٥٨ ، وبقية الحديث الشريف. (وكلمة حق تقولها ، أو كلمة سوء تسكت عنها وصدقة
منك على مسكين ، فعلّك تنجو من يوم عسير. اجعل الدنيا كلمةً في كلمةً في طلب
الحلال ، وكلمة في طلب الآخرة ، وانظر كلمةً تضرّ ولا تنفع فدعها. واجعل المال
درهيمن : درهماً قدمته لآخرتك ودرهماً انفقته على عيالك كلّ يوم صدقة).
[٢] رواه أبو القاسم
علي بن محمّد بن علي الخزاز القمّي الرازي في : كفاية الأثر في النص على الأئمة
الاثني عشر ص ٢٢٧ ، باب (ما جاء عن الحسن عليهالسلام
ما يوافق هذه الآخبار ونصه على أخيه الحسين عليهماالسلام)
ح ٥ ، بإسناد عن محمّد بن وهبان البصري ، تحقيق الكوه كمرئي الخوئي / ط قم ١٤٠١
هـ. ق. ونقله عنه المجلسي في البحار : ج ٤٤ ، ص ١٣٩.
[٣] نهج البلاغة : ج
٢ ، ص ١٨٣ ، تحقيق محمّد عبدة. شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد / ج ١١ ، ص ٥.
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : القمي، الشيخ عباس جلد : 1 صفحه : 102