نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 634
إلى الله ثابت
للمشتاقين ، ممكن في حقّ غيرهم بجميع ما ذكر ، فإنّ ما يتضح للعارف من المعارف
الالهية.
[ وإن اتّضح لديه في الدنيا الا أنّك
عرفت أنّه لا يحصل له النكشاف التامّ الرافع لمطلق الأستار والحجب الا في الآخرة ،
لكونه في الدنيا مشوباً بأنواع الكدورات والمنغّصات ، فيشتاق إلى الوصول إلى تلك
المرتبة العالية التي لايتصوّر بالنسبة إليه ما هي فوقها ، وأيضاً قد عرفت أنّ
المعارف الالهيّة ] [١]
وصفات كماله وجماله وجلاله ممّا لا نهاية لها ، والذي ينكشف للعارف شيء متناه قليل
جدّاً بالإضافة إلى ما لم ينكشف ، مع علمه إجمالاً بوجوده فلايزال متشوّقاً إليه.
قال أبو حامد ما ملخّصه : إنّ الشوق
الأوّل ربما انتهى في الآخرة إذا حصل اللقاء بخلاص النفس عن ظلمة البدن وحصول تمام
التجرّد لها عن العلائق المادية ، بخلاف الثاني ، إذ نهايته كشف مثل معلوماته
تعالى عليه وهو محال ، لأنّها غير متناهية فيمتنع الإحاطة بها ، بل لايزال عالماً
بوجود درجات غير متنناهية فوق درجاته ويشتاق إلى الوصول إليها فلا ينتهي شوقه لعدم
انتهاء متعلّقه. [٢]
أقول : ادّعاء الفرق بين الكمّ والكيف
في التناهي وعدمه لايخلو عن نظر قد أشرنا إليه سابقاً ، فإنّ زيادة الانكشاف
والإشراق إنما تكون بكثرة المعارف والمعلومات.
فإذا كانت غير متناهية كانت مراتب
المشاهدات والانكشافات كذلك أيضاً ، فلايزال متشوّقاً إلى المراتب الانكشاف
المعلومة له إجمالاً كتشوّقه إلى علله.
وبالجملة ، فكما أنّ المعلومات غير
متناهية فكذا التجلّيات
١ ـ ما بين
المعقوفتين في هامش « ج » فقط ولابدّ منه لارتباط كلام أبي حامد به.
٢ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ٥٦ ـ ٥٧.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 634