عرفه المحقق الطوسي قدسسره بأنه : حبس النفس عن الجزع عند
المكروه. وعرفه الراغب في مفرداته بأنه : الامساك في ضيق ، يقال : صبرت الدابة :
حبستها بلا علف ، والصبر حبس النفس على ما يقتضيه العقل أو الشرع ـ انتهى.
والأولى تعريفه بأنه : ملكة قوة وصلابة
في النفس تفيد عدم تأثرها عند المكاره ، وعدم تسليمها للأهواء ، ويسهل عليها
القيام بما يقتضيه العقل ويطلبه الشرع ، فيسهل للصابر حبس النفس عند المصائب عن
إضطراب القلب وشكاية اللسان وحركات الأعظاء على خلاف ما ينبغي. وعند المحرمات
والشهوات عن الوقوع في العصيان ، وعند الفرائض حملها على الطاعة والانقياد. وعلى
هذا يدخل تحتها عدة من الصفات وتكون من مصاديقها : كالشجاعة في الحروب ، ويضادها
الجبن ، وقوة الكتمان ويضادها الإذاعة ، والتقوى عن المحارم ويضادها الفسق. والجود
عن النفس والمال ويضادها البخل ، وهكذا.