حق السبق للاعمال في
الملكات الاكتسابية ، وللملكات في الموهوبية. فالبحث عن الأفعال في المقام ، لأنها
تورث في النفس حصول الملكة.
وأما الورع : فقد يطلق على التقوى. وقد
يطلق على خصوص ترك المحرمات ، وقد يطلق على ترك الشبهات أيضاً ، حتى فيما لو قام
الدليل على الجواز من خبرٍ أو أصل مع احتمال عدمه في الواقع. فهو ـ حينئذ ـ مرتبة
فوق التقوى ، ويشهد على إرادة الملكة من التقوى في عدة من الآيات والنصوص ، كثرة
ذكر المتقين بصيغة الفاعل الظاهرة في إرادة الصفة دون الفعل ، وعد العمل بالوظائف
الدينية من علامات المتقين ، ووقوع التصريح في بعض النصوص بأن التقوى في القلب وما
أشبه ذلك ، كما أن القرائن قد تشهد على كون المراد بالتقوى في بعض النصوص : هو نفس
الأعمال الخارجية كما ورد في تفسير التقوى عن الصادق عليهالسلام
: « أن لا يفقدك الله حيث أمرك ، ولا يراك حيث نهاك » [١].
ثم إن الآيات الشريفة القرآنية ونصوص
أهل البيت : في المقام كثيرة جداً سيقت لبيان نفس التقوى وما يترتب عليها من
الآثار الدنيوية والمثوبة الأخروية ، وبيان حال المتقين ومدحهم وذكر مراتبهم عند
الله وصفاتهم وعلائمهم وغير ذلك ـ جعلنا الله منهم ، ووفقنا للدخول في زمرتهم
والوفود إليه في الجنان معهم إن شاء الله ـ.
فقد ورد في الكتاب الكريم : (فإن خير الزاد التقوى)[٢].