موقع اللسان من الإنسان موقع ينبغي أن
يمتاز بالبحث والتحقيق عن حاله وبيان وظائفه عقلاً وشرعاً واجتماعاً ، فإنه من
أعظم ما يمتاز به الإنسان عن أبناء جنسه ، ولذا قال تعالى : ( خلق الإنسان ، علمه
البيان ) [١]
، واللسان هو الطريق الوحيد العام لانتقال ضمائر الإنسان وعلومه ومعارفه إلى بني
نوعه.
وأما البيان بالقلم ، كما قيل : إن
البيان بيانان : بيان باللسان ، وبيان بالبنان ، فهو يختص من حيث الملقن والملقن
له ، وكيفية التلقين بالعلماء ولا يعم الجميع. وذكر بعض علماء الفن أن المعاصي
التي يمكن صدورها من اللسان ثمانية عشر نوعاً ، وسيأتي بعضها.
ثم إن المراد بالصمت الممدوح أعم من
الصمت عن التكلم الحرام ، أو عن التكلم بما لا فائدة فيه للانسان.