وهي الأحكام المتعلقة بالعقائد الباطنية
، وموضوعها النفس من حيث عقلها النظري. والأحكام الفرعية والشرائع العملية
التكليفية والوضعية ، وموضوعها النفس من حيث عقلها العملي. والأحكام الأخلاقية
والشرائع النفسية. وموضوعها النفس من حيث صفاتها وملكاتها كما عرفت. وهذا القسم ـ
مضافاً إلى كونه ملحوظاً بالاستقلال في المراحل التربوية ـ يكون كالغرض والغاية
للقسمين الآخرين أيضاً كما قال صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « بعثت لأتمم مكارم الأخلاق » [١]
وهذا هو المبحوث عنه في المقام.
الأمر الثالث : أنه ينبغي
أن نقول في توضيح موضوع البحث : إن هنا موجوداً غير هذا الجسم المرئي ينسب إليه
الشعور والعقل والعزم والارادة ، ويشار إليه بكلمة « أنا » و « أنت » وتسند إليه
أمور ليست من عوارض الجسم وصفاته في قول الشخص : علمت وفهمت وأردت وكرهت وأحببت
وأبغضت ونحوها. وبتقارن هذا الجوهر للجسم وازدواجه به يتحقق مصداق لقوله تعالى : (وإذا النفوس زوجت)[٢] في الدنيا ، كما يتحقق مصداق له أيضاً
بازدواجه به بعد الحياة في عالم الآخرة. وبهذا التقارن يصير الجسم خلقاً آخر كما
يشير إليه قوله تعالى ( ثم أنشأناه خلقاً آخر)[٣] أي : بعد تمام الأربعة الأشهر للجنين
في
[١] نص النصوص : ص
٧١ ـ المحجة البيضاء : ج٤ ، ص ١٢١ ـ بحار الأنوار : ج٧٠ ، ص ٣٧٢ ـ ج ٧١ ، ص ٣٧٣ و
٣٨٢ ـ مرآة العقول : ج٧ ، ص ٣٤٧.