نام کتاب : السّلام في القرآن والحديث نویسنده : الغروي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 239
والصلاة هي الدعاء
المفسر به السلام على أحد معانيه السالف ذكرها [١]
، وكذلك استغفار الموجودات بأسرها لمعلم الخير ، وطالب العلم يثبت سلامها أيضاً ؛
إما لاشتراكها في المعاني ، بل يثبت تقديم السلام عليها تحكيماً لعموم دليل تقديمه
على كل كلام ، إن قلنا : إن صلاة الكائنات واستغفارها من جنس الكلام والقول ، وقد
سبق بيانه قريباً أو لأن الصلاة والاستغفار ، ووضع الملائكة أجنحتها أرفع من
السلام ، ولا يفقد الأرفع الرفيع ، فيلزمها السلام ، وأما إذا قلنا بالاشتراك في
ظاهرة حب الكائنات للإنسان المعلم للخير وطالب العلم بل لكل من أطاع الله تعالى
فهي والسلام شرع سواء ، على أن بقاع الأرض الشاهدة لمن تعبد عليها في يوم القيامة [٢] من شواهد حُسن السلام كما صرح بالسلام
من الطرفين في حديث نختم به الكتاب : « إن علياً قال : دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فوجَّهني إلى اليمن لأصلح بينهم ،
فقلت : يا رسول الله إنهم قوم كثير ، ولهم سنٌ وأنا شابٌّ حدثٌ ، فقال : يا علي
إذا صرت بأعلى عقبة فناد بأعلى صوتك : ياشجر ، يا حجر ، يا مدر ، يا ثرى محمد رسول
الله يقرؤكم السلام. قال : ذهبت فلما صرت بأعلى العقبة أشرفت على أهل اليمن ، فإذا
هم مقبلون نحوي ، شاهرون سلاحهم مشرعون أسنتهم ، متنكبون قسيّهم ، فناديت بأعلى
صوتي يا شجر ، يا مدر ، يا ثرى ، محمد رسول الله يقرؤكم السلام [ قال : ] فلم تبق
شجرة ، ولا مدرة ، ولا ثرى إلا ارتج بصوت واحد : « وعلى محمد رسول الله ، وعليك
السلام » فاضطربت قوائم القوم ، وارتعدت ركبهم ، ووقع السلاح من أيديهم ، وأقبلوا
إليّ بالصلح مسرعين ، فأصلحت بينهم وانصرفت.[٣]
وإلى هنا انتهى الكلام عن الفصول العشرة
وخاتمتها بما فيها من الأسرار.
١ ـ في غضون ( ٢ ـ
السلام تحية الله التي اختارها للمسلمين ) ، وغيره.
٢ ـ الوسائل ٣ | ٤٧٢
ـ ٤٧٤. وقد تقدم بعض رواياتها وكذا نظائرها ، أرقامها : ١ ، ٢ ، ٣.
٣ ـ الخرائج لقطب
الراوندي ٢ | ٤٩٢ ـ ٤٩٣.
نام کتاب : السّلام في القرآن والحديث نویسنده : الغروي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 239