responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرّفق في المنظور الإسلامي نویسنده : الخزاعي، أبو زلفى    جلد : 1  صفحه : 50

فمن أراد أن يرفق الله به فما عليه إلاّ ان يرفق بغيره.

ب ـ قد يكون الرفق خرقاً :

إذا ادلهمت النفوس بآثامها واُطفىء مصباح فطرتها وعمت بصيرتها عن معرفة الصواب وضلت عن درب رشدها وسبيل تكاملها لما تجمع من صدأ الذنوب على أفئدتها ( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [١]. فعند ذلك لا تستذوق تلك النفوس الفاسقة المنحرفة حلاوة الرفق الذي يستعمل معها ويستخدم من أجل خيرها وصلاحها ، فهي تقابل الرفق واللين واللطف والرحمة والسماحة والتجاوز أو العطف والرأفة بما يضاد ذلك من الخرق والشدة والغلظة والقسوة وتتبع العثرات والمحاسبة على الزلات والنقمة واللؤم.

والحكمة تقتضي التعامل مع هذه النوعية من النفوس الخائبة الخاسرة بما يناسب ذلك مما يؤدي إلى تأديب نزقها وتعديل مسارها ، وتقويم اعوجاجها فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : « وإذا كان الرفق خرقاً كان الخرق رفقاً » [٢].

وعليه فان من لا يصلحه الرفق أصلحته الشدّة ، ومن لم يتقوّم بالمسامحة تَقوّم بالمحاسبة ، ومن إذا ما رفقت به اندفع في غيّه وعناده وغروره وغطرسته ولم ينتفع بما تقدّمه له من علاج ناجح ودواء نافع فما عليك إلاّ تركه في مستنقع مرضه الاخلاقي وسقمه السلوكي ودائه الذي


[١] المطففين ٨٣ : ١٤.

[٢] شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ١٦ : ٩٧ كتاب ٣١.

نام کتاب : الرّفق في المنظور الإسلامي نویسنده : الخزاعي، أبو زلفى    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست