نام کتاب : لبُّ الاَثر في الجبر و القدر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 224
الوجود آناً بعد آن، وزماناً بعد زمان.
الثاني: نفترض منطقة حارة جافّة تطلع عليها الشمس
بأشعتها المحرقة الشديدة. فإذا أردنا أن تكون تلك المنطقة
رطبة دائماً بتقطيره الماء عليها، وإفاضته بما يشبه الرذاذ[1] فانّ
هذا الاَمر يتوقف على استمرار تقاطر الماء عليها، ولو انقطع
لحظة، ساد عليها الجفاف وصارت يابسة.
فمثل الممكن الذي يوصف بالوجود باستمرار، مثل هذه
الاَرض الموصوفة بالرطوبة دائماً، فكما أنّ الثاني رهن استمرار
إفاضة قطرات الماء عليها آناً بعد آن، فهكذا الاَوّل لا يتحقّق إلاّ
باستمرار إفاضة الوجود عليه آناً بعد آن، ولو انقطع الفيض
والصلة بينه وبين المفيض لانعدم ولم يبق منه أثر.