responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صيانة الآثار الإسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 19

(لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) ومعبداً وموضعاً للعبادة والسجود يتعبّد الناس فيه ببركاتهم .

هذا هو الظاهر المستفاد من الآية .

قال الرازي : (قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِم) قيل : المراد به الملك المسلم وأولياء أصحاب الكهف ، وقيل : رؤساء البلد ، (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) نعبد الله ، وستبقى آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد[1] .

وقال أبوحيان الأندلسي (654 ـ 754هـ ): روي أنّ الّتي دَعت إلى البنيان كانت ، كافرة; أرادت بناءبيعة أو مصنع لكفرهم ، فمانعهم المؤمنون وبنوا عليهم مسجداً[2].

وقال أبو السعود (ت 951 هـ) : (وَقَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِم) وهم الملك والمسلمون (لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)[3] .

وقال الزمخشري في الكشّاف : (وَقَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِم) من المسلمين وملكهم وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم : ليتّخذ على باب الكهف مسجداً يصلّي فيه المسلمون ويتبرّكون بمكانهم[4] .

إلى غير ذلك من الكلمات الواردة في تفسير الآية ، وكأنَّ الاتفاق موجود على أنّ القول بإيجاد البنيان على باب الكهف كان لغير المسلمين ، والقول ببناء المسجد على بابه قول المسلمين ، والّذي يدلّ على ذلك أمران :

الأوّل : أنّ اتّخاذ المسجد دليل على أنّ القائل كان موحّداً مسلماً غير مشرك; فأيّ صلة للمشرك ببناء مسجد على باب الكهف ، وإذا كان المشركون يهتمّون بعمارة المسجد الحرام فلأجل أنّه أُنيطَ بالبيت كيانهم وعظمتهم في الأوساط العربيّة ، بحيث كان التخلّي عنها مساوقاً لسقوطهم عن أعين العرب في الجزيرة كتكريمهم البيت الحرام .


[1] مفاتيح الغيب 21 : 105.
[2] البحر المحيط 6 : 109 ط . دار الكتب العلمية .
[3] أبو السعود محمد بن محمد العمادي ، التفسير 5 : 215 .
[4] الكشاف 2 : 245 .

نام کتاب : صيانة الآثار الإسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست