قال الرازي : فإنّ إحدى القراءات في هذه الآية في «ملكاً» بفتح الميم وكسر اللاّم ، وأجمع المسلمون على أنّ ذلك المَلِك ليس إلاّ الله تعالى ، وعندي أنّ التمسّك بهذه الآية أقوى من التمسّك بغيرها[2] .
وقال الآلوسي عندتفسيرها: وقيل هوالنظر إلى الله عزّوجلّ، وقيل غير ذلك[3].
ويلاحظ على كلامه : أنّ المسائل العقائدية يستدلّ عليها بالأدلّة القطعية لا بالقراءات الشاذّة الّتي لا يحتجُّ بها على الحكم الشرعي فضلا عن العقيدة ، وسياق الآية يدلّ على أنه هو المُلْك ـ بضمّ الميم وسكون اللاّم ـ وكأنّه سبحانه يقول : وإذا رميت ببصرك الجنّة رأيت نعيماً لا يوصف ومُلْكاً كبيراً لا يقدّر قدره .
[1] الانسان : 20 .
[2] الرازي ، مفاتيح الغيب 13 : 131 . والعجيب أن الرازي لم يذكر تلك القراءة عند تفسير الآية في محلّها أي سورة الإنسان .
[3] الآلوسي ، روح المعاني 29 : 161 .
[4] الأحزاب : 47 .
نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 80