نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 78
طلب موسى لَمّا كان نتيجة ضغط من قومه دون طلب نوح ، صار الاختلاف في مبدأ الطلبين سبباً لاختلاف الخطابين ، فخوطب نوح بخطاب عتابي دون موسى_ عليهما السلام _ ، وإنْ كان العتاب على ترك الأَولى .
فقد فسّرت الحسنى بالجنّة ، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم ، فقد روى مسلم في صحيحه عن صهيب عن النبيّ قال : «إذا أُدخل أهل الجنّة قال الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ، فيقولون : ألم تُبيِّض وجوهنا؟ ألم تُدخِلنا الجنّة وتُنْجِنا من النار؟ قال : فيكشف الحجاب ، فما أُعطوا شيئاً أحبّ إليهم من التنظّر إلى ربّهم عزّ وجلّ» .
وفي رواية ثمّ تلا : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيَادَةٌ)[2] .
إنّ القرآن الكريم كتاب عربي مبين وهو تبيان لكلّ شيء ، كما هو مقتضى قوله سبحانه : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء)[3] ، وحاشا أن يكون تبياناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه ، وسياق الآية يدلّ على أنّ المراد من الزيادة هو الزيادة على الاستحقاق ، فقد جعل سبحانه الجزاء حقّاً للعامل ـ لكن بفضله وكرمه ـ وقال : (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)[4] ، ثمّ جعل المضاعف منه حقّاً للعامل
[1] يونس : 26 .
[2] مسلم ، الصحيح 1 : 163; أحمد ، المسند 4 : 332 .
[3] النحل : 89 .
[4] آل عمران : 199 .
نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 78