responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 74

وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[1] ، والمراد من قوله : (لاَ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ) هو طردهم عن ساحته وعدم شمول رحمته لهم وعدم تعطّفه عليهم ، لا عدم مشاهدته إيّاهم; لأنّ رؤيته وعدمها ليس أمراً مطلوباً لهم حتى يهدّدوا بعدم نظره سبحانه إليهم ، بل الذي ينفعهم هو وصول رحمته إليهم ، والّذي يصحّ تهديدهم به هو عدم شمول لطفه لهم ، فيكون المراد عدم تعطّفه إليهم ، على أنّ تفسير قوله (لاَ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ) بـ «لا يراهم» يستلزم الكفر ، فإنّه سبحانه يرى الجميع (وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ) .

والحاصل : أنّ النظر إذا أُسند إلى العيون يكون المعنى بالمراد الاستعمالي والجدّي هو الرؤية على أقسامها ، وإذا أُسند إلى الشخص كالفقير أو إلى الوجوه فيراد به الرؤية استعمالا والانتظار جدّاً .

ثمّ إنّ لصاحب الكشاف هنا كلمةً جيدة ، حيث يقول بهذا الصدد : يقال : «أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي» يريد معنى التوقّع والرجاء ، ومن هذا القبيل قوله :

وإذا نظرت إليك من ملك * والبحر دونك زدتني نِعَما

وقال : سمعت سروية مستجدية بمكّة وقت الظهر حين يغلق الناس أبوابهم ويأوون إلى مقائلهم تقول : عُيينتي نويظرة إلى الله وإليكم ، تقصد راجية ومتوقّعة لإحسانهم إليها ، كما هو معنى قولهم : أنا أنظر إلى الله ثمّ إليك ، وأتوقّع فضل الله ثمّ فضلك[2] .


[1] آل عمران : 77 .

[2] الزمخشري ، الكشّاف 3 : 294 .

نام کتاب : روية الله في ضوء الكتاب والسنة والعقل نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست