responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 35

المسألة الثانية:

حصر الاستعانة في الله

هذه هي المسألة الثانية التي طرحت في صدر المقال وقلنا: إنّ المسلمين في أقطار العالم يَحصرون الاستعانة في الله سبحانه ومع ذلك يستعينون بالاَسباب العاديّة، جرياً على القاعدة السائدة بين العقلاء، ولا يرونه مخالفاً للحصر، كما أنّ المتوسّلين بأرواح الاَنبياء يستعينون بهم في مشاهدهم ومزاراتهم، ولا يرون ذلك تعارضاً مع حصر الاستعانة بالله سبحانه، وذلك لاَنَّ الاستعانة بغير الله يمكن أن تتحقّق بصورتين:

1 ـ أن نستعين بعامل ـ سواء أكان طبيعيّاً أم غير طبيعيّ ـ مع الاعتقاد بأنّ عونه مستند إلى الله، بمعنى أنّه قادر على أن يعين العباد ويزيل مشاكلهم بقدرته المكتسبة من الله وإذنه.

وهذا النوع من الاستعانة ـ في الحقيقة ـ لا ينفكّ عن الاستعانة بالله ذاته، لاَنّه ينطوي على الاعتراف بأنّه هو الذي منح تلك العوامل ذلك الاَثر، وأذن بها، وإن شاء سلبها وجرّدها منه.

فإذا استعان الزارع بعوامل طبيعية كالشمس والماء وحرث الاَرض، فقد استعان بالله ـ في الحقيقة ـ لاَنّه تعالى هوالذي منح هذه العوامل القدرة على إنماء ما أودع في بطن الاَرض من بذر ومن ثم إنباته والوصول به إلى حدّ الكمال.

2 ـ وإذا استعان بإنسان أو عامل طبيعي مع الاعتقاد بأنّه مستقلّ في وجوده، أو في فعله عن الله، فلا شكّ أنّ ذلك الاعتقاد يصير شركاً، والاستعانة به عبادة.

فإذا استعان زارعبالعوامل المذكورة وهو يعتقدبأنّها مستقلّة فيتأثيرها أو أنّها

نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست