نام کتاب : الشفاعة في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 62
بوحدتهما جوهراً وحقيقة ؟!
كيف يصح لمسلم واع اتخاذ المشابهة دليلا على الحكم ، فلو صح ذلك لزم عليه الحكم بتحريم أعمال الحج والعمرة فانّها مشابهة لأعمال المشركين ، أمام أربابهم وآلهتهم .
السؤال الخامس: إن طلب الشفاعة دعاء الغير ، وهو عبادة له
طلب الحاجة من غيره سبحانه حرام; فانّ ذلك دعاء لغير الله وهو حرام . قال سبحانه: ( فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً )[2]وإذا كانت الشفاعة ثابتة لأوليائه وكان طلب الحاجة من غيره حراماً فالجمع بين الأمرين يتحقّق بانحصار جواز طلبها من الله سبحانه خاصة ، ويوضح ذلك قوله سبحانه: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[3] ، فقد عبّر عن العبادة في الآية بلفظ الدعوة في صدرها وبلفظ العبادة في ذيلها ، وهذا يكشف عن وحدة التعبيرين في المعنى . وقد ورد قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «الدعاء مخّ العبادة» .
على هامش السؤال
لا أظن أنّ أحداً على وجه البسيطة يجعل الدعاء مرادفاً للعبادة . وإلاّ لم يمكن تسجيل أحد من الناس ـ حتى الأنبياء ـ في ديوان الموحدين ، فلابد أن يقترن بالدعاء شيءٌ آخر ، ويصدر الدعاء عن عقيدة خاصة في المدعوّ وإلاّ فمجرّد دعوة الغير حياً كان أو ميتاً ، لا يكون عبادة له .
هل ترى أنّ الشاعرة التي تخاطب شجر الخابور بقولها: