responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 201

وإنّما نسب هذا المعنى إلى السلف، لاَنّه يصطدم بالمنهج الذي اختاره الاَُستاذ في تفسير القرآن، ولاتصدقه أنصار الحضارة المادية الّذين ينكرون إمكان صيرورة إنسان قرداً حقيقياً دفعة واحدة، ولاَجل ذلك مال الاَُستاذ إلى رأي مجاهد الذي قال: ما مسخت صورهم ولكن مسخت قلوبهم فمثلوا بالقردة كما مثلوا بالحمار في قوله تعالى: (مَثَلُ الّذِينَ حُمِّلُوا التَّوريةَ ثمَّ لَم يَحمِلُوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحمِلُ أسفاراً)[1]. ثم أخذ في نقد قول الجمهور ـ إلى أن قال ـ: "فما قاله مجاهد هو الاَوفق بالعبرة والاَجدر بتحريك الفكرة[2](". ولا يخفى أنّه إذا صحّ هذا التأويل فيصح لكل من ينكر المعاجز والكرامات وخوارق العادات هذا النمط من التأويل، وعندئذ تبطل المعارف ويكون الكتاب العزيز لعبة بيد المحرّفين. 2 ـ نقل صاحب المنار عن بعض المفسرين مذهباً خاصاً في معنى الملائكة وهو أنّ مجموع ما ورد في الملائكة من كونهم موكلين بالاَعمال من إنماء نبات، وخلقة حيوان، وحفظ إنسان وغير ذلك، فيه إيماء إلى الخاصة بما هو أدق من ظاهر العبارة وهو أنّ هذا النمو في النبات لم يكن إلاّ بروح خاص نفخه الله في البذرة فكانت به هذه الحياة النباتية المخصوصة وكذلك يقال في الحيوان والاِنسان، فكل أمر كلي قائم بنظام مخصوص تمت به الحكمة الاِلهية في إيجاده فإنّما قوامه بروح إلهى، سُمّى في لسان الشرع ملكاً ومن لم يبال في التسمية بالتوقيف يسمى هذه المعاني القوى الطبيعية إذا كان لايعرف من عالم الاِمكان إلاّ ما هو طبيعة أو قوة يظهر أثرها في الطبيعة.


[1] الجمعة: 5 .
[2] تفسير المنار: 1 | 343 ـ 354 .
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 201
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست