responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 130

تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى أُخْرَاكُم ) [1]. وأمّا الثاني: فقد قال ابن هشام فيه أيضاً: فلمّا انهزم الناس ورأى من كان مع رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم " من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلّم رجالٌ منهم بما في أنفسهم من الضغن فقال أبو سفيان بن حرب: لاتنتهي هزيمتهم دون البحر، وصرخ جبلة بن حنبل: ألا بَطَلَ السحرُ اليوم... [2] أفبعد هذا يصح أن يعدّ جميع الصحابة، بحجة أنّهم رأوا نور النبوة، عدولاً أتقياء؟ قال القرطبي في تفسيره: قد فرّ الناس يوم "أُحد" وعفى الله عنهم وقال الله فيهم يوم حنين: (ثم وليتم مدبرين )ثم ذكر فرار عدّة من أصحاب النبي من بعض السرايا [3]. هذه هي الاَصناف العشرة من صحابة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " ممّن لايمكن توصيفهم بالعدالة والتقوى، أتينا بها في هذه العجالة مضافاً إلى الاَصناف المضادة لها. ولكن نلفت نظر القارىَ الكريم إلى الآيات الواردة في أوائل سورة البقرة وسورة النساء وغيرها من الآيات القرانية فيرى فيها أنّ الاِيمان بعدالة الصحابة بأجمعهم خطأ في القول، وزلّة في الرأي، يضاد نصوص الذكر الحكيم، ولم يكن الصحابة إلاّ كسائر الناس فيهم صالح تقي بلغ القمة في التقى والنزاهة، وفيهم طالح شقى سقط إلى هوّة الشقاء والدناءة. ولكن الذي يميّز الصحابة عن غيرهم أنّهم رأوا نور النبوّة وتشرّفوا بصحبة النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " وشاهدوا معجزاته في حلبة المباراة بأمّ أعينهم، ولاَجل ذلك تحمّلوا مسوَُولية كبيرة أمام الله وأمام رسوله وأمام الاَجيال المعاصرة لهم واللاحقة بهم، فإنّهم ليسوا كسائر الناس، فزيغهم وميلهم عن الحق أشد ولا يعادل زيغ أكثر الناس وانحرافهم. وقد قال


[1] آل عمران: 153.
[2] سيرة ابن هشام: 3|11 و 4|444، ولاحظ التفاسير.
[3] تفسير القرطبي: 7|383.
نام کتاب : الإيمان والكفر في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست