وما قيل: من أنّ الحكم بشفوف الأرض يوجب الحكم بأن لا يقع خسوف أصلاً، إذ لو كان ينفذ شعاع الشمس في الأرض فأي شيء يحجب نورها عن القمر.
فمردود بما نقل عن الشيخ الرّئيس: من أنّه لو كان لنا سبيل إلى مصادفة الأرض الخالصة، لكنّا نجدها خالية عن الألوان وكنّا نجدها شفافة. انتهى.
فكون الطبقة المحيطة بالمركز لا ينافي انخساف القمر أصلاً لكون الطبقتين الأخيرتين المحيطتين بهذه الطبقة، كثيفتين، و ما يدلّ على كون هذه الطبقة شفافة،ما يحكى عن بعض الأعاظم: انّه حفر له قناة فخرج من البئر ما يحسّ بثقله وصلابته من غير أن يحس بالبصر.
ثمّ إنّ لها ثلاث طبقات:
الأُولى: الأرض المخالطة بغيرها التي يتولد فيها الجبال والمعادن، وكثير من النباتات والحيوانات.
الثانية: الطبقة الطينية.
الثالثة: الأرض الصرفة المحيطة بالمركز.
وهي أي الأرض طالبة للسفل على الإطلاق تامة الكروية[1]
[1] (شكل الأرض الحقيقي) الأرض كروية ولكن ليست تامة التكور، بل هي من جهة خط الاستواء أكثر انتفاخاً منها من جهة القطبين. وقد قاس العلماء محيط الأرض من خط الاستواء ومحيطها من جهة القطبين فوجدوا انّ تلك الدائرة من جهة خط الاستواء تزيد عن نظيرتها من جهة القطبين بنحو سبعين كيلومتراً. دائرة المعارف لفريد وجدي، ج1، ص 184ـ 185.