نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 440
تفريع تنبيهي
اعلم: أنّ مقتضى هذا الدّليل[1] الّذي هو عمدة أدلّتهم على كون الوجود عين ذاته تعالى وتصريحاتهم، سيّما المصنّف (قدس سره)في " شرح الإشارات " وغيره، إنّما حقيقته تعالى فرد خاصّ من الوجود، قائم بذاته، ممتاز عن سائر الوجودات بنفس ذاته، وبكونه مبدأ للكلّ، فهو أيضاً نفس ذاته تعالى وممتاز عن الماهيّات بكونه وجوداً خاصّاً، بخلاف شيء من الماهيّات، فإنّه ليس وجوداً أصلاً لا خاصّاً ولا مطلقاً، فليس له تعالى ماهيّة، وحقيقة يشارك بها شيئاً من الممكنات، فلا يحتاج إلى مميّز ذاتيّ يميّزه عمّا به المشاركة الذاتيّة مع غيره.
فحقيقته تعالى هوّية بسيطة غير مؤتلفة، لا من أجزاء خارجيّة كما مرّ في الخاصّة الأُولى، ولا من ماهيّة ووجود كما ثبت في الخاصّة الثّالثة، ولا من أجزاء عقليّة لعدم اشتراك ذاتيّ مع غيره، فليس له جنس ليحتاج إلى فصل .
وأيضاً الأجزاء العقليّة متخالفة في الوجود العقلي، ومتّحدة في الوجود الخارجي، وهو وجود الكلّ ; لصحّة الحمل، فكلّ مركّب من الأجزاء العقليّة، فوجوده غير ماهيّته، فليتدبّر.
وقد ثبت أنّ وجود الواجب عين ماهيّته، فلا يكون مركّباً من الاجزاء العقليّة مطلقاً[2].
[1] أي الخاصّة الثّالثة. [2] لا من الماهيّة ولا من غيرها.
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 440