قال الشيخ في كيفية الاستدلال: «حكم سبحانه في هذين الآيتين على أنّ دعاء المشركين لغير اللّه من الأنبياء والأولياء أو الملائكة أو الجن أو الأصنام أو غير ذلك بأنّه شرك».
يلاحظ عليه: بأنّ وزان هذه الآية وزان الآية السابقة وكلتاهما تصبّان في مورد واحد وليس الموضوع «دعاء المشركين لغير اللّه» كما زعمه الشيخ وإنّما الموضوع دعاء المشركين أربابهم وآلهتهم الذين يعتقدون فيهم قدرة التأثير ويملكون شيئاً من مصير العابد، وليس الموضوع مطلق دعوة الغير حتّى فيما إذا كان العابد معتقداً بأنّ المدعو عبد صالح لا يملك شيئاً غير أنّ له مقاماً عند اللّه يستجاب ـ لأجله ـ دعاؤه بإذن اللّه تعالى.
ولذلك تركّز الآية على عجز آلهتهم وتندد باعتقادهم بأنّ هذه الآلهة والأرباب ـ على خلاف ما يزعمون ـ لا يملكون من قطمير، والقطمير عبارة عن الفوفة(أي القشرة) الّتي تكون على نواة التمر.[2]