responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوارات عقائدية معاصرة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 51

أوّلاً: أنّ قوله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) دليل على أنّ قولهم:(مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلى اللّهِ زُلْفَى) لم يكن أمراً متّفقاً عليه وإنّما هو كلام بعضهم لا كلّهم.

فكيف يمكن أن يكون ذلك منطق عامة الوثنيين، مع أنّ قسماً كبيراً منهم إذا دُعُوا إلى عبادة اللّه أخذهم الكبر، كما يقول سبحانه:(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلهَ إِلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)[1]، فلو كان الداعي إلى عبادة الآلهة المزعومة، مجرد أنّهم يقربونهم إلى اللّه زلفى وكان التقرب إليه سبحانه هو الغاية القصوى، لما وجدوا في أنفسهم حرجاً وتكبّراً إذا دعوا إلى عبادته.

كلّ ذلك يدلّ على أنّ المشركين لم يكونوا متّفقين على أنّ عبادتهم للأصنام لأجل تحصيل التقرب إلى اللّه تعالى.

ثانياً: أنّ ذيل الآية، وهو قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)يشهد بأنّ ما لهجوا به كان غطاءً لعقيدتهم الحقيقية، وانّهم كانوا يكذبون في قولهم:(مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقرِّبُونَا إِلَى اللّهِ زُلْفَى)، بل كانوا يعتقدون بأنّ لآلهتهم قدرة غيبية على قضاء حوائجهم، وأنّهم أرباب بيدهم مصيرهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة.


[1] الصافات:35.
نام کتاب : حوارات عقائدية معاصرة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست