responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حوارات عقائدية معاصرة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 44

الربوبية وجب لهم نفوذ المشيئة معه لا محالة.

وبالإمعان فيما ذكرنا يتبيّن لك صدق أمرين:

الأوّل: أنّ العنصر في صدق العبادة هو الاعتقاد بأنّ المخضوع له يتمتع بقدرة غيبية وراء القدرة العادية الموجودة في عامة الناس والّتي يقوم بها بقضاء حاجة من يعبده. وقد عرفت أنّ الفريقين الموحّدين والمشركين كانا متّفقين على ذلك، وإن كانا مختلفين في مَن يتمتّع بهذه القدرة.

الثاني: أنّ الاعتقاد بالقدرة الغيبية في المعبود هو عبارة أُخرى عن الاعتقاد بكونه ربّاً بيده مصير العابد إمّا في كلّ الأُمور كما هو الحال في عقيدة المؤمن باللّه سبحانه، أو في بعض الأُمور، كالإعزاز والإذلال والنصر والخذلان والشفاعة ومغفرة الذنوب، وغير ذلك من الأُمور، كما هو الحال في عقيدة المشرك، فكأنّ العابد على الإطلاق ينطلق من الاعتقاد بربوبية المعبود.

ويؤيد ذلك أنّ سيدنا المسيح(عليه السلام) يدعو بني إسرائيل إلى عبادة اللّه سبحانه ويقول:(يَا بَنِي إِسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللّهَ رَبِّي ورَبَّكُمْ)[1]، وفي آية أُخرى: (إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَربُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِراطٌ )(مُسْتَقيمٌ)[2] نرى أنّه ـ صلوات اللّه عليه ـ يعلّق الحكم على عنوان


[1] المائدة:72.

[2] آل عمران:51.
نام کتاب : حوارات عقائدية معاصرة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست