responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 71

إنّ أخبار الآحاد التي يعتمد عليها هؤلاء في الأُصول والمعارف أكثرها مدسوس وموضوع من قبل مستسلمة أهل الكتاب أو الوضّاعين والكذّابين الذين كانوا يتاجرون بوضع الأحاديث، وقد تلقّفها عنهم السذّج من المحدّثين، وتصوّروها حقائق راهنة، وحيكت لها الأسانيد بشكل لا يظهر معه تدخل الأحبار والرهبان في وضع هذه الأحاديث، ثمّ دوّنها أصحاب الصحاح والسنن ثقةً منهم برجالها، وقد جمعها ابن خزيمة وابن مندة في كتابيهما.

هؤلاء المجسّمة الذين يصوّرون الله تعالى أنّه في السماء ينظر إلى ما دونه من الخلائق، يستدلّون بما رواه مسلم من حديث الجارية، التي سألها رسول الله: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله... قال(صلى الله عليه وآله وسلم)]لسيدها[: «اعتقها فإنّها مؤمنة».[1]

إنّ الاحتجاج بهذه الرواية مشكل من جهتين:

الأُولى: أنّ السيرة المستمرة لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في دعوته الناس للإسلام، هي أن ينطقوا بالشهادتين ويقرّوا بأن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، ولم يرد عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه سأل أحداً ـ غير هذه الجارية ـ عن الله ومكانه وصفاته، فلماذا خُصّت هذه الجارية التي كانت بعيدة عن الإسلام، بهذا السؤال المشكل؟!

الثانية: أنّ هذه الرواية رويت بشكل آخر أيضاً، فهذا هو مالك يرويها في «الموطّأ» بالشكل التالي: أنّ رسول الله قال لها: أتشهدين أن لا إله إلاّ الله؟


[1] صحيح مسلم:2/71; سنن أبي داود:1/211، الحديث 930.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست