responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 69

العالم أو خارجه، يساوق تسليم كونه جسماً متحيّزاً، ومن المعلوم أنّ المتحيّز لا يفارق الحيّز، فلابد أن يكون له مكان، وهو إمّا داخل العالم أو خارجه، وهذا يكشف عن أنّهم لم يعرفوا الله حق معرفته، إذ صوّروه موجوداً مادّياً، وطلبوا مكاناً له، ثم زعموا أنّه إذا لم يكن في داخل العالم، فهو، إذاً في خارج العالم، وليس هو إلاّ فوق السماوات!!

والحقّ أنّه لا معنى لأن نطلب لله مكاناً داخل العالم أو خارجه ; لأنّه ليس جسماً ولا جسمانياً، كما وصف نفسه ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ)).

على أنّ خارج العالم إذا لم يكن أمراً مادّياً فهو مساوق عند المحاضر للعدم، فيعود السؤال أيضاً: كيف يكون موجوداً في عالم معدوم؟

ثم أين كان سبحانه قبل أن يخلق هذا العالم؟ فإن قال: خارج هذا العالم، فيقال له: إنّ الخارج لا يتصور إلاّ مع وجود الداخل، والمفروض أنّه لم يخلق الداخل حتى يتصور له خارج، ويكون فيه.

وحقيقة الكلام: أنّ البحث في أنّه سبحانه في داخل هذا العالم أو خارجه أو ليس فيهما، كلّ ذلك مبني على تصويره سبحانه موجوداً مادّياً، فيتطلب أنّه إمّا في داخل العالم أو خارجه لا في غيرهما.


وأمّا على القول بأنّ وجوده أرفع من أن يحيطه مكان أو يحدّه زمان، وأنّه سبحانه هو خالق الزمان والمكان، فإنّ السؤال عن مكانه في داخل العالم أو خارجه أو لا هذا ولا ذاك، يُعدّ ساقطاً، فهو سبحانه موجود قيّوم قائم بنفسه والكون قائم به نظير قيام الصور العلمية بالنفس، وعندئذ فهو في نفس العالم لكن لا بالحلول والممازجة، وفي خارج هذا العالم لكن لا بالمباينة، فلا
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست