responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 54

ولكن الناظر في آيات تلك السورة يقف على أنّه سبحانه يصوّر هول القيامة ورعبها، ويقول قبل هذه الآية: ((كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا))[1]، ثم يقول بعدها ((وَجِيءَ يَوْمَئِذ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنّى لَهُ الذِّكْرى))[2]. فإنّ المراد من مجيء جهنم إبرازها للعصاة، كما في قوله تعالى: ((وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى ))[3] .

فالمراد من مجيئه سبحانه هو ظهور قدرته في ذلك اليوم العصيب وسطوع شوكته، وكثيراً ما يقال: «جاء آل فلان» ويراد تسلّطهم وسيطرتهم على البلاد.

وفي الكشّاف: هو تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، مثّلت حاله في ذلك بحال الملك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة والسياسة ما لا يظهر بحضور عساكره كلّها ووزرائه وخواصّه عن بكرة أبيهم[4].

وعلى ما ذكرنا فالمراد بمجيئه تعالى مجيء أمره، قال تعالى: ((وَ الأَمْرُ يَوْمَئِذ للهِ ))[5]، ويؤيد هذا الوجه بعض التأييد قوله تعالى: ((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ )(أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَل مِنَ الْغَمَامِ وَ الْمَلاَئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ))[6] إذا انضم


[1] الفجر: 21 .
[2] الفجر: 23.
[3] النازعات: 36 .
[4] تفسير الكشاف: 3 / 337 .
[5] الانفطار: 19 .
[6] البقرة: 210 .
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست